منصة زاجل الإجتماعية

تقليص

اختلاف المطالع والأهلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سُلاف
    مشرفة المواضيع الإسلامية
    من مؤسسين الموقع
    • Mar 2009
    • 10535

    اختلاف المطالع والأهلة




    يقول الله عز وجل في محكم كتابه
    { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }

    كان فرض صيام شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة بنزول الآية المذكورة
    والصيام كما يعلم الجميع ليس بدعة في أجيال البشرية ، بل هو سنن قديم شرعه الله عز وجل للأمم التي خلت من قبلنا
    و شهر رمضان المبارك قد أجمعت الأمة على وجوبه ولم يخالف فيه أحد من المسلمين ولذلك كان منكر فرضيته كافر لا تجري عليه أحكام المسلمين

    يعلم دخول اول يوم من شهر رمضان المبارك بظهور الهلال وقت انفصاله عن الشمس بمسافة قدرها البعض بإثني عشرة درجة أو أقل …
    الا ان الخلاف القائم بين أهل الفلك والفقهاء هو ان أهل الفلك يعتبرون الشهر من وقت اجتماع الهلال بالشمس
    بينما اهل الشرع والعلماء لا يعتبرون بدء الشهر الا وقت انفصال الهلال عن الشمس بالدرجات المقدرة كما أوضحنا وكذا مرور المدة التي من الممكن معها الرؤية
    ومن هنا يكثر اللغط في المسألة كل سنة عند مقدم شهر رمضان المبارك
    يضاف اليه الخلاف القديم بين الفقهاء في الأخذ باختلاف المطالع بين البلدان والأقطار الإسلامية او عدم الأخذ

    فجمهور فقهاء المذاهب الأربعة يرى انه لا عبرة باختلاف المطالع وأن الرؤية ليست شرطا لوجوب الصيام وأنه يكفي العلم بذلك ؛ فمتى ظهر هلال رمضان في قطر من الأقطار وجب الصوم على جميع البلاد الاسلامية التي نقل اليها الخبر

    وفريق يرى ان الهلال اذا ثبتت رؤيته في بلد ما فان وجوب الصوم لا يعم الا أهل تلك البلاد فقط حتى لو كانت البلدان المحاذية لها والقريبة منها
    و يستدل أصحاب هذا الرأي بحديث كريب المشهور وهو كالتالي

    { يروي الامام مسلم رضي الله عنه بسنده الى كريب أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ بَعَثَتْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ قَالَ: فَقَدِمْتُ الشَّامَ فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا. وَاسْتُهِلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ وَأَنَا بِالشَّامِ فَرَأَيْتُ الْهِلالَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ. ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ. فَسَأَلَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ ذَكَرَ الْهِلالَ فَقَالَ: مَتَى رَأَيْتُمْ الْهلالَ؟ فَقُلْتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، وَرَآهُ النَّاسُ وَصَامُوا وَصَامَ مُعَاوِيَةُ. فَقَالَ: لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ، فَلا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلاثِينَ أَوْ نَرَاهُ. فَقُلْتُ: أَوَلا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ؟ فَقَال:َ لا. هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.}

    وبين هذا الفريق وذاك نجد فريقا من المعتدلين الذين نادوا باتحاد المطالع بين البلدان القريبة التي تشترك مع بعضها البعض ولو في جزء صغير من الليل
    وقد حـدد العلماء هذه البلاد القريبة التي تشترك في جزء من الليل والتي يجب ان تتحد في مواقيت الأهلة من : أقصى الغرب من المملكة المغربية الى أقصى الشرق حتى الفليبين
    وقالوا انه حين يكون مثلا وقت المغرب في المملكة المغربية يكون قد بقي على الفجر في دولة الفلبين ساعة و عشرون دقيقة
    فهذا يعني ان أبعد البلدان عن بعضها البعض من الغرب الى الشرق تشترك في جزء من الليل يتجاوز الساعة
    بمعنى ان كل البلدان الواقعة في هذا الخط من أقصى الغرب الى أقصى الشرق يلزمها ان تكون متحدة في مواقيت الأهلة والمطالع

    ويرد القائلون بتوحيد الأهلة على استدلال المانعين بحديث كريب ان الحديث لا ذكر فيه لاختلاف المطالع
    لان قول ابن عباس رضي الله عنهما { هكذا امرنا رسول الله } ليس المراد منه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بأن لا يعملوا برؤية غيرهم من أهل الأقطار وانما أراد ابن عباس انه امرهم صلوات الله عليه باكمال الثلاثين كما في الحديث {فان غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين }

    كما انه من المحتمل ان ابن عباس رضي الله عنهما لم يقبل شهادة كريب بسبب انه كان يرى ان الشهادة على العيد لا تجوز الا من شاهدين اثنين كما هو مذهب الجمهور
    قال ابن قدامة في المغني :
    فأما حديث كريب، فإنما دل على أنهم لا يفطرون بقول كريب وحده‏،‏ ونحن نقول به وإنما محل الخلاف وجوب قضاء اليوم الأول وليس هو في الحديث


    اضافة الى انه لا حجة في عمل ابن عباس لانه صادر عن اجتهاد منه لا عن دليل
    وقد تقرر في الأصول ان الصحابي اذا حمل الحديث على غير ظاهره لا يقبل منه لاننا مأمورون بالتعبد بروايته وليس بتأويله ورأيه الذي يحتمل ان يكون خاطئا

    كذلك استدل القائلون بتوحيد الأهلة بقول الله عز وجل :
    { فمن شهد منكم الشهر فليصمه }
    وكلمة شهد تحتمل في اللغة العربية العديد من المعاني ؛ والمعنى الذي اريد بها هنا في هذه الآية هو العلم و الحضور
    بمعنى ان من علم منكم بوجوده ودخوله وكان حاضرا أدرك زمنه فليصمه متى كان أهلا للتكليف بالصوم
    وليس في هذا التأويل ما يتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم الذي يقول :
    { صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته }
    لان الحديث عام في الوجوب اذا تحققت رؤية الهلال والخطاب هنا لجميع الأمة الإسلامية

    واستدلوا أيضا بحديث مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتد فيه باختلاف المطالع ؛ فقد روى ابن ماجة في صحيحه بسنده الى الراوي :
    { أغمي علينا هلال شهر شوال فأصبحنا صياماً فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا وأن يخرجوا إلى عيدهم من الغد}
    فهذا الركب الذي وصل الى المدينة في آخر النهار يوحي بأنهم قدموا من مكان بعيد ومع ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بشهادتهم وأمر الناس أن يفطروا

    من جهة أخرى بعيدا عن أدلة المنقول واعمالا لأدلة المعقول فإن العمل باختلاف المطالع قد يحرم الكثير من المسلمين من فضل الاوقات والمواسم الفاضلة مثل ليلة القدر ويوم عرفة ...
    فليلة القدر اخبرنا الله عز وجل انها في رمضان وعينت السنة الشريفة انها في الأوتار العشر الأواخر منه … فعلى زعم من يرى ان لكل بلد رؤيته فإن هاته الأوتار التي هي مظان ليلة القدر بالمشرق ستكون عند المغاربة مثلا أشفاعا … وهكذا سيحرمون من مزايا تلك الأيام والليالي وما أعده الله فيها من الكرامات والفضائل وغفران الذنوب ومحو السيئات

    ثم ان مسألة الحدود بين هذا البلد وذاك هي من وضع البشر وليس الخالق عز وجل
    قد خلق الله الدنيا دون حدود ولا تقسيمات وهذه الحدود ما فتئت تتغير منذ ان وضعت
    فأين هي الآن حدود بلاد الحجاز والشام ومصر كما كانت في بدايات الدولة الاسلامية و قبل الاستعمار واين هي حدود بلدان شمال افريقيا قبل الاستعمار...
    والبارحة فقط كانت السودان على سبيل المثال دولة واحدة واليوم أصبحت جمهوريتان مستقلتان عن بعضهما !
    ولا زال المستقبل ينبئ بالمزيد من الانقسامات والدويلات التي ستعتد كل منها برؤيتها الخاصة فيما يتعلق بمراقبة الهلال بعد أن كانت بالأمس دولة واحدة
    كيف يعقل ان البلدين المتجاورين واللذان تشرق عليهما شمس اليوم الواحد وتغرب عنهما شمس اليوم الواحد في فارق لا يتعدى الأربع ساعات على الأغلب كما هو الشأن بالنسبة لدول الوطن العربي
    ومع ذلك يكون الفارق بين هلال كل منهما يوم كامل ويومان أحيانا؟!!
    وكيف يعقل أيضا ان المدن التي تقع على الخط الحدودي بين دولتين والتي لا يفصلها عن بعضها البعض مسيرة عشرة دقائق على الأقدام يتبع كل منها رؤية بلده ؟
    بل ان بعض الدول قد نجد اهل جنوبها صائمين وأهل شمالها مفطرين ليس لشئ سوى انهما مختلفين في المذهب العقدي الذي ينتميان اليه !!!

    الموضوع بنظري يحتاج الى اعمال قليل من العقل فقط وان اختلاف المطالع لا يكون معتبرا الا بين البلدان التي لا تشترك مع بعضها في جزء من الليل
    وهذا غير واقع ولا موجود لأن أقصى فارق في التوقيت بين ابعد منطقتين في الكرة الأرضية لا يتعدى 12 ساعة
    ولو اشتركت المنطقتان في بضع دقائق فقط من الليل وجب ان يتحدا في مواقيت الأهلة وان يصوما معا ويفطرا معا ... وهكذا في جميع مطالع الشهور الأخرى طيلة السنة

    هذا ما انتهت اليه الكثير والكثير من الدورات والمؤتمرات الفقهية ومجمعات العلوم والبحوث الاسلامية في عدد من الدول العربية... ولكن حتى الساعة لا زال المسلمون مختلفين حتى في كيفية رفع الآذان للصلاة
    فكيف بالاتحاد في الصيام والإفطار !!!

    أسأل الله العلي القدير لجميع المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها ان يجعل مقدم رمضان عليهم فاتحة خير وبركة ورحمة وغفران
    وان يوحد كلمتهم ويجمع صفوفهم ويأخذ بيدهم لما فيه خير الاسلام والمسلمين

    كل عام وأسرة المزرعة الكبيرة بألف خير


    *********************************************


    الموضوع من إعداد : أم سلمان




    التعديل الأخير تم بواسطة سُلاف; الساعة 06-13-2015, 11:16 AM.


  • ابوخضره
    مشرف عالم شبكات الري والمياة
    • Aug 2008
    • 1210

    #2
    كل عام وانتم بخير وصحة وعافية ورضا وراحة بال
    عاشت ثورة مصر الحرة
    عاش رجال ميدان التحرير

    تعليق

    • سُلاف
      مشرفة المواضيع الإسلامية
      من مؤسسين الموقع
      • Mar 2009
      • 10535

      #3
      رد: اختلاف المطالع والأهلة

      المشاركة الأصلية بواسطة ابوخضره مشاهدة المشاركة
      كل عام وانتم بخير وصحة وعافية ورضا وراحة بال

      اللهم آمين يا رب العالمين

      كل عام والأمة الإسلامية بخير وتواد وتراحم و وحدة صف وتآزر



      تعليق

      مواضيع شائعة

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      جاري المعالجة..
      X