منصة زاجل الإجتماعية

تقليص

مختارات من خطب الجمعة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي محمود
    !! عضوية الإمتياز !!
    • Mar 2010
    • 2221

    #76


    بارك الله لنا بك أختنا العزيزة أم سلمان ...

    بالطبع لن أزيد على المعلومات التي قدمتيها لنا عن معجزة الإسراء والمعراج ... من خلال الخطبة الرائعة التي أحضرتيها لنا بارك الله في قائلها ...

    ولكني فقط سأتذكر معك ذكرى قديمة جدا عن هذه الليلة ... فمنذ سنوات طويلة مرض جدي لوالدي " محمود " ... وكان ذلك في مسقط رأسه ... فذهب اليه والدي " محمد " ... لزيارته وكان ذلك في ليلة الإسراء والمعراج ...

    وشاء الله أن يختار جدي في هذه الليلة لمرافقته ... وتوفي جدي ...

    وعاد الوالد بعد اجراء مراسم الدفن الى القاهرة ... وعند عودته كان حزينا لفقدان والده ... واستقبله جدي لأمي " أحمد " ... معزيا له ... وقائلا ... " يا محمد لا تحزن ... فإن والدك توفاه الله في ليلة مباركة مفترجة وهي ليلة القدر ... الله يوعدنا بوفاة في ليلة كهذه ... "

    وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة ... واستجاب الله للدعاء ... وبعد ثلاث سنوات ... مات جدي لأمي " أحمد " ... في نفس الليلة ... ليلة القدرة ...!!!

    رحم الله أمواتنا جميعا ... وأدخلهم فسيح جناته
    رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة

    تعليق

    • سُلاف
      مشرفة المواضيع الإسلامية
      من مؤسسين الموقع
      • Mar 2009
      • 10535

      #77





      خطــر اللسـان


      الحمد لله المتفضل بالنعم، الغفور الرحيم لمن تاب إليه وأناب، تفضل بالكثير علينا وقبل منا اليسير، لا شريك له ولا رب سواه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

      فاللسان نعمة عظيمة أنعم الله بها على بني آدم، فبه المنطق والبيان: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}، واللسان يعتبر سلاح ذو حدين، به يكون ذكر الله عز وجل، وقراءة القرآن، وبه تكون الغيبة، والنميمة، والقذف والبهتان والعياذ بالله عز وجل، وسنذكر بعضاً من الأدلة من الكتاب والسنة على أن الإنسان مسؤول عن كل كلمة يقولها وبيان خطر اللسان.

      عبد الله: هل قرأت القرآن ومرّ بك قول الله عز وجل: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}, هل تفكرت أخي الكريم في هذه الآية؟ إنها الضابط الشرعي والواعظ الكبير: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
      أسمعت يا عبد الله؟ إنها رقابة شديدة دقيقة رهيبة تطبق عليك إطباقاً شاملاً كاملاً, لا تـُغفل من أمرك دقيقاً ولا جليلاً, ولا تفارقك كثيراً ولا قليلاً, كل نفَس معدود, وكل هاجسة معلومة وكل لفظ مكتوب وكل حركة محسوبة في كل وقت وكل حال وفي أي مكان, عندها قل ما شئت وحدث بما شئت وتكلم بمن شئت ولكن اعلم أن هناك من يراقبك, اعلم أن هناك من يسجل وأنه يعد عليك الألفاظ: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيد * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}

      إنها تعنيني وتعنيك أخي في الله: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} هذه الآيات والله إنها لتهز النفس هزاً، وترجها رجاً، وتثير فيها رعشة الخوف, الخوف من الله عز وجل.

      واسمع لواعظ الله عز وجل تقرع سمعك آياته وتهز قلبك إن كان قلباً مؤمناً يخاف الله عز وجل: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}، وقال: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}
      وقال: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}
      وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
      وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، فربك راصد ومسجل لكلماتك ولا يضيع عند الله شيء
      فيا أيها المظلوم أما آن لك أن تطمئن بهذه الآية فلا تخف ولا تجزع فإن ربك بالمرصاد لمن أطلقوا العنان لألسنتهم في أعراض العباد, بالمرصاد للطغاة والمفسدين, فلا تجزع ولا تحزن أخي في الله، وقال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ، وقال: {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}، وقال: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

      ولتـزداد بيّنة وعلما في خطر هذا اللسان الذي بين لحييك فاسمع لهذه الأحاديث باختصار:
      عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم))
      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق)). وفي رواية لمسلم: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)). ومعنى "مايتبين فيها" أي: لا يتدبرها ويتفكر في قبحها ولا يخاف ما يترتب عليها، وهذا كالكلمة عند السلطان وغيره من الولاة، أو معناه كالكلمة التي يترتب عليها إضرار مسلم، كشهادة الزور، وغير ذلك.
      فكم من أناس شغلهم الشاغل في مجالسهم وهمهم الأكبر فلان وفلان، همهم بث الكلمات ونشر الشائعات وكم من كلمة قصمت ظهر صاحبها وهو لا يعلم, ولا شك أن فساد المجالس بسبب قلة العلم والاطلاع
      وقد ضمن النبي عليه الصلاة والسلام الجنة لمن حفظ لسانه عن البذاءة والفحش فعن سهل بن سعد رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) وروي عنه بالفظ: ((من توكل لي ما بين رجليه وما بين لحييه توكلت له بالجنة)).
      وهذا أثر من آثار الجهل الذي يتفشى اليوم بين كثير من الناس, إسهال فكري وإسهال كلامي أصاب مجالس المسلمين اليوم إنك تجلس الكثير من المجالس وربما لم يمر عليك يوم من الأيام وليلة من الليالي إلا وجلست مجلساً فبماذا خرجت من هذه المجالس؟ وما هي النتيجة؟ ما هي الثمرة من هذه المجالس التي جلستها؟
      لا شك أن هذا أثر من آثار الجهل الذي انتشر بين المسلمين اليوم وقلة البركة، حيث أصبح العلم مصدر رزق الكثير من الناس، ولذلك تجد في المجلس الواحد كثير من المتعلمين والمثقفين ومع ذلك يذهب المجلس هباءً بدون فائدة, بل ربما ذهب والعياذ بالله بالآثام وجمع السيئات.

      وفي حديث معاذ الطويل قال رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه؟ قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم))، وبعض الناس قد يجهل أنه سيؤاخذ بكل كلمة تكلم بها، خيراً أو شراً.
      وفي حديث سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال في آخره: ((قلت يا رسول الله, ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه وقال: هذا)).

      ثم يوجه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لأمته ويعطيهم قاعدة شرعية ومعياراً دقيقاً تقطع الشك والتردد والحيرة، جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).

      فانظر أخي الكريم إلى التربية النبوية من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وربط القلوب باليوم الآخر، ولأن النفوس اليوم غفلت عن اليوم الآخر، وتعلقت بالدنيا وشهواتها ولذاتها وغفلت عن التربية النبوية ونسيت الحساب والعذاب ونسيت الجنة والنار وغفلت عنها ... وبالتالي انطلق اللسان في لحوم العباد وأعراضهم بدون ضوابط، وبدون خوفٍ ولا مراقبة.

      أخي الكريم: اعلم أنه لا يصح أبداً أن يؤذي المسلم إخوانه المسلمين بلسانه, ولأن المسلم الصادق المحب الناصح هو من سلم المسلمون من لسانه ويده كما ورد ذلك في السنة من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))
      والأحاديث في الباب كثيرة مستفيضة.

      وأخيراً: كم نحن بحاجة لمن يردد هذه الأحاديث على مسامع الناس, كم نحن بحاجة لمن يذكر الناس أمثال هذه الأحاديث ليتذكروها ويعوها وليفهموها جيداً, حتى تتذكر النفس كلما أراد اللسان أن ينطلق بكلمة يحسب لها حسابها قبل أن يخرج لسانه بهذه الكلمات.

      أسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يحفظ ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة ومن الكلام إلا في الخير، وأن يحفظ جوارحنا عن الحرام إنه على كل شيء قدير...
      والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.


      خطبة اليوم من موقع : إمام المسجد www.alimam.ws




      تعليق

      • علي محمود
        !! عضوية الإمتياز !!
        • Mar 2010
        • 2221

        #78



        بارك الله بك أختنا العزيزة أم سلمان ...

        موعدنا الاسبوعي معك أصبح من سمات يوم الجمعة ...

        وخطبة اليوم ممتازة وفي وقتها ...

        وقد لخصها أباؤنا الأولون حينما قالوا : " لسانك حصانك ... إن صنته صانك ... وإن هِنته هانك "
        والصون يكون في الدنيا والآخرة ... وكذلك الإهانة ...

        حمانا الله من شرور ألسنتنا ... ووهبنا حلاوة اللسان ... وصدق كل ما ينطق به ...

        شكرا أختنا أم سلمان ... والى اللقاء يوم الجمعة القادم بإذن الله ...
        رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة

        تعليق

        • سُلاف
          مشرفة المواضيع الإسلامية
          من مؤسسين الموقع
          • Mar 2009
          • 10535

          #79


          جزاك الله خيرا اخي ابو رامي و ارجو من الله ان ينفعني واياكم بما نسمع

          كان لا بد من تذكرة كما ترى أخي الكريم



          تعليق

          • سُلاف
            مشرفة المواضيع الإسلامية
            من مؤسسين الموقع
            • Mar 2009
            • 10535

            #80

            استقبـال شهــر رمـضان



            الحمد لله الذي منَّ على عباده بمواسم الخيرات، وتابع لهم بين مواسم مضاعفة الأجور وتكفير السيئات، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هو الكبير المتعال المتفرد بالأسماء الحسنى وصفات الكمال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أعظم الناس عبادة، وأكملهم لله خشية، وأكرمهم خلقاً؛ فأعظِم من نبي حميد الخصال. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين هم خير صحب وأكرم آل.
            أما بعد:
            فيا أيها الناس: اتقوا الله ربكم في سائر الأوقات، واشكروه على ما أنعم عليكم به من مواسم الخير والبركات، وما خصكم به من أسباب الفضل وأنواع النعم السابغات، واغتنموا مرور الأوقات الشريفة والمواسم الفاضلة بعمارتها بالطاعات وترك المحرمات تفوزوا بطيب الحياة وتسعدوا بعد الممات.

            عباد الله: لقد أظلكم شهر عظيم، وموسم كريم، شهر رمضان المبارك، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتعظم فيه السيئات، وتفتح فيه أبواب الجنات، وتقبل فيه التوبة إلى الله من ذوي الآثام والسيئات، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فأبعد الله من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له، ما أعظم ما باء به من الخسران!

            اللهم إنا نعوذ بك من الخسران يا رحيم يا رحمن، اللهم بارك لنا في بقية شعبان، وبلغنا رمضان، واجعلنا ممن يصومه ويقومه عن احتساب وإيمان، ويقوم ليلة القدر فتغفر له ذنوبه، وتصرف عنه عذاب جهنم، وتجعله من الفائزين بأعالي الجنان، وتحل عليه عظيم الرضوان.

            أيها المسلمون: حدّث سلّمان الفارسي رضي الله عنه مرة فقال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: " يا أيها الناس! قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء " ، قالوا: يا رسول الله! ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن. وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ".

            أيها المسلمون: انظروا -رحمني الله وإياكم- كم تضمنت هذه الخطبة النبوية الجليلة التي هي من جوامع كلمه -صلى الله عليه وسلم- وقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، حيث نبه المؤمنين على فضائل هذا الشهر المبارك، وندبهم فيها إلى العمل الصالح المبرور الذي وعد الله عليه بكريم الجزاء وأفضل الأجور، فكم اشتملت عليه من البشارة العظيمة بالعطايا الكريمة:

            الأولى: أن العمل الصالح في ليلة القدر يثاب عليه الإنسان ثواباً لا يناله بعبادة عمر طويل من أطول أعمار الرجال، إذ يجاوز ثمانين سنة، فضلاً من ذي الكرم والجلال.

            الثانية: أن ثواب خصلة الخير فيه من نوافل الطاعات يعدل ثواب الفريضة فيما سواه من الأوقات. فهنيئاً لذوي الهمم العاليات المسابقين إلى الخيرات.

            الثالثة: أن ثواب الفريضة فيه يضاعف، حتى أن الإنسان يثاب على الفريضة فيه ثواب سبعين فريضة فيما سواه. فأبشروا يا عباد الله.

            الرابعة: أنه شهر الصبر، يتحقق فيه للمؤمن الصبر بأنواعه الثلاثة: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على الأقدار المؤلمة، والصبر عن الأهواء المضلة، والصبر ثوابه الجنة، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
            فإذا كان المحسن يثاب على إحسانه في سائر الأوقات الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فإن المحسن في رمضان يثاب على إحسانه بغير حساب، فما يعطيه الله فيه من الخير لا يدخل تحت عدّ ولا حساب، ولذا ثبت في الحديث القدسي الصحيح بقول الله تعالى: " كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به ".

            والمعنى -والله أعلم- أن الله تعالى يجزي على الصيام جزاء خاصًّا يليق بشرف عبادة الصيام، وفضل شهر رمضان وكرم الكريم المنان، فلا يعلم إلا الله ما ادخر للصوّام من الثواب الكريم والنعيم المقيم، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: " ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه " وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان فيقول: " جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم " .

            فاشكروا الله -أيها المسلمون- على ما أودع رمضان لكم من عظم الخصال، واستقبلوه أحسن استقبال، وعظّموه بالصيام والقيام، والتنافس في صالح الأعمال، وادخلوا دار الصوم راشدين، وعظموا أوامر رب العالمين، وإياكم أن تتحسروا للصيام أو تفطروا منه من كسب حرام، فإن ذلكم من دواعي رد الأعمال وموجبات الآثام، واعلموا أن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، فلا يقبل صدقة من حرام ولا يستجيب دعاء آكله أو الداعي بإثم أو بقطيعة الأرحام.

            أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

            بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا جميعاً بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.


            الخطبة الثانية:


            اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مبعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إنا نسألك النعيم يوم الغلبة والأمن يوم الخوف، اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين.

            أما بعد:
            فيا أيها الناس: اتقوا الله فإن تقوى الله تقي مقته، وتقي عقوبته، وتقي سخطه، وإن تقوى الله تبيض الوجه، وترضي الرب، وترفع الدرجة، فاتخذوا تقوى الله تجارة يأتيكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.

            روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الجنة لتزين من السنة إلى السنة لشهر رمضان، فإذا دخل رمضان قالت الجنة: اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك سكاناً. ويقلن الحور العين: اللهم اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً " وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " فمن صان نفسه في شهر رمضان فلم يشرب فيه مسكراً ولم يرم فيه مؤمناً بالبهتان ولم يعمل فيه خطيئة زوَّجه الله كل ليلة مائة حوراء، وبنى له قصراً في الجنة من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد، لو أن الدنيا جمعت فجعلت في ذلك القصر لم تكن فيه إلا كمربط عنز في الدنيا، ومن شرب فيه مسكراً ورمى فيه مؤمناً ببهتان وعمل فيه خطيئة أحبط الله عمله سنة " .

            فاتقوا شهر رمضان؛ فإنه شهر الله، أن تفرطوا فيه فقد جعل الله لكم أحد عشر شهراً تنعمون فيها وجعل لنفسه شهر رمضان " يعني والله أعلم فعظموه بما يليق به، واجتهدوا فيه بما شرع، واغتنموا فضائله، واحذروا المعصية فيه فإن وزرها عظيم وإثمها كبير " .

            فافرحوا بقدوم شهر رمضان، واستقبلوه بالتوبة والإحسان توفقوا للخير فيه، وصلوا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم كما أمركم بذلك مولاكم إذ خاطبكم بذلك خطاباً كريماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
            ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

            عباد الله! (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

            فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


            **************************************

            خطبة اليوم من إلقاء فضيلة الشيخ : عبدالله بن صالح القصير
            من جامع "الأمير فيصل بن تركي" بالمملكة السعودية





            تعليق

            • علي محمود
              !! عضوية الإمتياز !!
              • Mar 2010
              • 2221

              #81



              أهلا بأختنا أم سلمان ...

              جمعة مباركة عليك وعلى أحبائنا أعضاء المنتدى ...

              خطبة قيمة كالعادة عن الشهر الفضيل ...

              اللهم بلغنا رمضان ...

              كل عام وأنت وأحبائنا الإعضاء الكرام بألف خير ...

              ويعيده علينا بالصحة والسعادة ...
              رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة

              تعليق

              • سمسم
                !! عضوية الإمتياز !!
                • May 2009
                • 3333

                #82
                اختي الفاضله ام سلمان
                فاتتني خطب الجمعه الحمد لله اليوم راجعت وقرات ما فاتني
                جزاك الله كل خير جعل الله لك بكل كلمه اجر وثواب
                اللهم بلغنا رمضان وارضا عنا
                sigpic

                تعليق

                • سُلاف
                  مشرفة المواضيع الإسلامية
                  من مؤسسين الموقع
                  • Mar 2009
                  • 10535

                  #83


                  شكرا لمتابعتكم إخوتي الأعزاء

                  كل عام وأنتم بخير... كل عام وأنتم أقرب الى الله



                  تعليق

                  • سُلاف
                    مشرفة المواضيع الإسلامية
                    من مؤسسين الموقع
                    • Mar 2009
                    • 10535

                    #84

                    رمضـان والقـرآن الكـريم



                    الخطبة الأولى

                    الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس، وبينات من الهدى والفرقان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل سبحانه :( فاقرءوا ما تيسر من القرآن) وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله القائل:« اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه» فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

                    أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى، قال الله عز وجل:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

                    أيها المؤمنون: أظلنا شهر رمضان الكريم بظلاله، وأتحفنا بقدومه، فأنعم به من شهر عظيم، وضيف كريم، خصه الله تعالى بجلائل الأعمال والعبادات، وفضائل الأجور وعلو الدرجات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ».

                    والصوم عبادة من أجل العبادات، وقربة من أشرف القربات، وتمحى بها السيئات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

                    وقد خص الله تعالى الصوم بإضافته إليه، قال صلى الله عليه وسلم :« قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به».

                    فانظر يا عبد الله كيف رفع الله تعالى منزلة هذه العبادة إلى الحد الذي يتولى الله عز وجل مكافأة الصائم بنفسه؟ فالحمد لله الذي اصطفى رمضان لنا واصطفانا لرمضان، ونسأله تعالى أن يعيننا فيه على الصيام والقيام.

                    أيها المسلمون: ولعظمة هذا الشهر وبركة لياليه فقد اختاره الله تعالى لنزول القرآن الكريم فيه، قال عز وجل:( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)

                    وفي نزول القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك كثير من الدلالات والعبر، التي تحيى القلوب وتوقظ الفكر، وتستوجب التأمل والنظر، فالمتأمل يجد أن رمضان والقرآن الكريم يتوافقان في كثير من الخصال، فقد أشار كل منهما إلى تحقيق مقصد التشريع الأسمى، وهو الهداية والتقوى، قال الله سبحانه وتعالى عن القرآن الكريم:( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) وقال سبحانه عن الصيام:( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)

                    وبذلك تتكامل وظيفة القرآن الكريم والصيام لتحقيق التقوى في نفس الصائم. كما أن الصيام وقراءة القرآن الكريم من الأعمال الفضيلة التي تشفع لصاحبها في الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم :« الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان».

                    ومن جميل العلاقة بين الصيام والقرآن الكريم أن الصيام سبب في صفاء النفس، وحياة القلب ويقظة الفكر، وهذه هي أهم الأمور التي يحتاجها قارئ القرآن الكريم ليهتدي إلى معانيه السامية وحكمه الباقية، فيتحقق له بالصيام معنى التدبر الذي أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى:(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)

                    أيها المؤمنون: لقد تكفل الله سبحانه بحفظ القرآن الكريم، ومن أسباب حفظه الإقبال على تلاوته، قال تعالى:( ورتل القرآن ترتيلا) وشهر رمضان هو شهر القرآن الكريم، وقد أدرك الصالحون هذا المعنى، فاهتموا بتلاوته في رمضان اهتماما فريدا، فكان بعضهم يختمه في رمضان مرات عديدة.

                    فاجتهدوا -عباد الله- في تلاوة القرآن الكريم وحفظه، وتدبره وفهمه، والعمل بأحكامه وهديه.

                    اللهم إنا نسألك أن توفقنا لتلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، ونسألك أن تتقبل منا الصيام والقيام، ونسألك اللهم أن توفقنا جميعا لطاعتك وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

                    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،

                    ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،

                    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،

                    فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



                    الخطبة الثانية

                    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

                    أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وراقبوه مراقبة عبد موقن بلقائه، واعلموا أن قيام رمضان من الأعمال التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم ووعد على فعلها بالأجر الجزيل والفضل الكبير، فقال :« من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ». ومن قيام رمضان صلاة التراويح في المسجد. ومن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه بعد الفريضة صلاة الليل، قال صلى الله عليه وسلم :« أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل».

                    وشهر رمضان فرصة لاعتياد هذه العبادة الجليلة خاصة وأن المسلم يقوم بالليل عند السحور، فاغتنموا فرصة هذا الشهر بحسن صيامه، والاجتهاد في قيامه، تحظوا بفضل الله تعالى ومغفرته ورضوانه.

                    عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى:(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»

                    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

                    اللهم إنا نسألك أن توفقنا لتلاوة القرآن الكريم والصيام والقيام، اللهم إنا نسألك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويتلوه حق تلاوته.

                    اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا أرحم الراحمين.

                    اللهم إنا نسألك قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا، وعلما نافعا، وعافية في البدن، وبركة في العمر والذرية، اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا، اللهم اجعل زادنا التقوى، وزدنا إيمانا ويقينا وتسليما وفقها، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، اللهم إنا نسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.


                    اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).


                    ******************************************

                    خطبة اليوم من الموقع الالكتروني لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بدبي




                    تعليق

                    • سمسم
                      !! عضوية الإمتياز !!
                      • May 2009
                      • 3333

                      #85
                      كل عام وانت الى الله اقرب
                      جدد الله الايمان في قلبك اختي العزيزة
                      وجعلنا واياك ممن ينور قلوبنا القران
                      ونجعل الاجتهاد في رمضان
                      مثلا لو ختمنا القران مرتين العام الماضي نجعل هذا رمضان ان شاء الله يكون اكثر
                      رمضان مبارك
                      sigpic

                      تعليق

                      • علي محمود
                        !! عضوية الإمتياز !!
                        • Mar 2010
                        • 2221

                        #86



                        بارك الله بك أختنا أم سلمان ...

                        بالفعل هناك ارتباط وثيق بين رمضان والقرآن الكريم كما وضح في هذه الخطبة القيمة ...

                        والإرتباط الآخر ... أن أحب أعمال الصائم في رمضان بعد الصيام هو قراءة القران ... فمن لم يتعود قراءة القران في غير رمضان تجده يجتهد في أيام وليالي رمضان في القراءة ... وحتى من تعود على قراءة القران طوال العام ... يجتهد أكثر ويختم القرآن أكثر من مرة خلال هذا الشهر الفضيل ...

                        نرجو أن يستمر هذا الإجتهاد بعد رمضان ... لأن رب رمضان هو نفسه رب شوال ... وبقية شهور السنة ... اللهم أهدنا لما تحب وترضى ...

                        شكرا أختنا العزيزة ... ونلتقي في الجمعة القادمة بإذن الله ...
                        رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة

                        تعليق

                        • كدي
                          مشرف ينابيع الشعر العربي
                          • Feb 2009
                          • 1291

                          #87
                          أن قلبي يرتجف فرحاً فقد أستطعت ان اتواصل معكي أختي الفاضلة
                          وقد قرأت ما فاتني من المواعط والتي أسأل الله العلي القدير
                          أن يجعلها في موازين حسناتك ...
                          أتمنى لكي من كل قلبي التوفيق والسداد
                          و أن يغفر لنا في هذا الشهر المبارك وكل أعضاء المنتدى

                          ودمتي بسلام دوما
                          فليرض عني الناس أو فليسخطوا ...... أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
                          ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى ...... يارب حلواً قبل أن أهواك

                          تعليق

                          • سُلاف
                            مشرفة المواضيع الإسلامية
                            من مؤسسين الموقع
                            • Mar 2009
                            • 10535

                            #88


                            شكرا لكم جميعا على المتابعة وجزاكم الله خيرا

                            حمدا لله على السلامة أخي كـــدي



                            تعليق

                            • سُلاف
                              مشرفة المواضيع الإسلامية
                              من مؤسسين الموقع
                              • Mar 2009
                              • 10535

                              #89

                              الصـديق الوفــي




                              الحمد لله القائل في كتابه الكريم: [الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ] ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله القائل في سنته الغراء (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:

                              فاتقوا الله عباد الله وراقبوا ربكم واحمدوه واشكروه فإنه يعلم السر وأخفى أيها المؤمنون اعلموا رحمكم الله أن من الأمور الفطرية التي فطر الله الناس عليها الصحبة والمجالسة فلا بد للمرء في هذه الحياة من جلساء وأصحاب ويستحيل في العادة أن يعيش المرء بمعزل عن الآخرين لا بد أن يتحدث مع الناس ويتحدثون معه يشكو إليهم ويبث لهم همومه وأحزانه ويعلن لهم أسراره وأحواله وليس ذلك لكل الناس لكن لطائفة منهم يكونون قريبين من نفسه ومن الثابت أن الصديق من ضرورات الحياة وطبائع البشر التي جبلوا عليها ومن ظن أنه يستغني عن صديق فظنه خاطئ وكل صديق على مشرب صديقه والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
                              والصديق الحقيقي هو أنت لكنه غيرك وقد جاء في قصة إقطاع أبي بكر طلحة أرضاً وامتناع عمر عن ختم الكتاب فذهب طلحة إلى أبي بكر وقال والله ما أدري أأنت الخليفة أم عمر فقال أبو بكر بل عمر لكنه أنا.
                              أيها المؤمنون الصداقة مشكلة معقدة ومعضلة غامضة يرجع تعقيدها وغموضها إلى أن الناس مختلفون في الأجناس والعناصر والغرائز والطباع والمنازع والمشارب والميول والأهواء والعواطف والعقول والنشأة والتعليم وقلما تجد في الناس على كثرتهم شخصين متفقين في جميع الصفات يناسب بعضهم لبعض ليكونوا أصدقاء ولذا اعتبروا الصديق الوفي من أندر الأشياء بل عده بعضهم من المستحيلات فقالوا المستحيلات ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي.

                              أخي المبارك احرص على الجليس الصالح فله آثار عليك من حيث تشعر أو لا تشعر يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله (الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب إن لم تكن مثله شانته).
                              وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير)(متفق عليه).
                              ولما سئل رسولنا صلى الله عليه وسلم عن خير الإخوان قال: (خير إخوانكم الذي يذكر كم بالله رؤيته ويزيد في علمكم قوله)

                              أيها الشاب قل لي من تصادق أقل لك من أنت فمن صاحبته اليوم سيكون أثره عليك ظاهراً واضحاً في مستقبل أيامك.
                              فاحرص على الصاحب الصادق الصديق الصدوق العاقل حسن الخلق المستقيم واحذر أن يكون فاسقاً أو مبتدعاً

                              وإليك صفات استمسك بها وزن بها أصدقاءك في سائر أحوالك وأطوارك:
                              الأولى: أن يكون الصديق ذا دين واستقامة قال بعض السلف: (اصطف من الإخوان ذا الدين والحسب والرأي والأدب فإنه ردء لك عند حاجتك ويد عند نائبتك وأنس عند وحشتك وزين عند عافيتك).
                              الثانية: أن يكون عاقلاً فإن العقل رأس المال والصديق الأحمق يفسد أكثر مما يصلح ويضر أكثر مما ينفع فكم من صديق أحمق أورد صديقه موارد الهلاك بمشورة في غير مكانها ولذا قيل كم كلمة قالت لصاحبها دعني وقيل إياك وما يعتذر منه وقيل الكلام كالملح في الطعام.
                              الثالثة: أن يكون محمود الفعال مرضي السيرة آمراً بالخير ناهياً عن الشر بعيداً عن مواقع الخصام والخلاف فهذا الصديق يجرك بإذن الله إلى ساحل الأمان ويبعدك عن الغرق فيما يغرق فيه الناس عادة.
                              الرابعة: ألا يكون فاسقاً يقع فيما حرم الله لأن مثل هذا لا تؤمن بوائقه وتكثر خيانته وسرعان ما يتغير بتغير الأهواء والأغراض والمطامع وبالتالي لا يوثق بصدقه وتضر صداقته.
                              الخامسة: ألا يكون مبتدعاً لأن المبتدع خطره عظيم وسرعان ما يحرف من يجالسه إلى البدعة ويجره إلى الانحراف فيسلك طريقاً وعراً قد ينتهي به إلى المهالك ولله در عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول: (عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زين في الرخاء وعدة في البلاء ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك واستشر في أمرك الذي يخشون الله)

                              أيها المؤمنون هذه صفات الصديق الذي ينبغي أن نحرص عليه فيكون متصفاً بخلاصة المحامد والمكارم يأمر بالبر ويدعو إلى الخير يغفر زلاتك ويستر عوراتك ينشر محاسنك ويدفن مساوئك إن رآك معوجاً قومك وإن رآك معتدلاً شجعك إن أخبرته صدقك وإن سألته أعطاك وإن دعوته أجاب دعوتك رقيق في عتابه رفيق في عقابه يقدمك على نفسه عند التزاحم، فلا يشبع وأنت جائع ولا يلبس وأنت عريان هذا هو الصديق الوفي رزقنا الله وإياكم أمثال هؤلاء.
                              وصدق الله العظيم: [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ]
                              بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

                              الخطبة الثانية:
                              الحمد لله الذي خلق عباده فسواهم وهداهم فمنهم من أطاع وأجاب فسعد في الدنيا والآخرة ومنهم من ضل وحاد عن الطريق فخسر في الدنيا والآخرة وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله أوفى الناس وأصدقهم وأخلصهم وأصفاهم لأصحابه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
                              فاعلموا أيها المؤمنون أن الصديق السيء تظهر آثاره في الدنيا قبل الآخرة ولذا جاء التحذير منه في كتاب الله وسنة رسوله وأكثر العلماء من ذمه والتحذير منه قال الله تعالى: [وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً]
                              وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير).
                              وقال لقمان لابنه وهو يعظه: (يا بني إياك وصاحب السوء فإنه كالسيف المسلول يعجبك منظره ويقبح أثره يا بني ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة).

                              أيها الشباب إن مصاحبة الأشرار مصيبة كبيرة لأن الشاب إما أن ينساق معهم إلى مواقع الإثم ومواطن الريب فتمسه نار المعصية في الدنيا وإما أن يناله خبيث رائحتهم ونتن سيرتهم فيجد ما يؤذيه من القول والعمل وقل من يسلم ما دام يعيش في هذا المستنقع الآسن وكم هلك بسبب مصاحبة الأشرار من أقوام وكم وقع في المعصية من شباب كانوا مستقيمين فجالسوا أهل السوء الذين يريدون تكثير سوادهم من أين جاءت الفواحش والمنكرات وكيف انتشرت المخدرات ولماذا أصبح الشباب الصغار يجتمعون في الاستراحات مع أشخاص كبار يزينون لهم كل رذيلة ويبعدونهم عن كل فضيلة ويكسرون حواجز الخير التي اكتسبها هؤلاء الصغار من بيوتهم وأهليهم.

                              إن القرناء يستلبون عقول من يقارنون ويوجهونهم حيث يرغبون وكم تلاوم وندم قرناء السوء بعد وقوع المصيبة ولكن لا ينفع الندم ولا التلاوم ففر أخي الشاب من قرين السوء فرارك من المجذوم المصاب بمرض الشبهة ومرض الشهوة واحذر أن يعديك بما عنده فتخسر الدنيا والآخرة.

                              عباد الله وكم كانت الصداقة النفعية التي تقوم على الربح والخسارة ميداناً للمنافسة لدى المنتفعين الذين لا يهمهم صلاح الصديق وفساده بل أكبر همهم ما يحصلون عليه من ورائه من المنافع والمصالح الدنيوية ولذا تكون هذه الصداقة قصيرة لا محالة.
                              فالصديق النفعي لا ينظر إليك إلا كما ينظر الفلاح إلى بقرته والجمال إلى بعيره إذا لم يستفد منه أضعاف ما ينفق عليه فإنه لا يكرمه ولا يأبه به وقس أيها المسلم واقعك على أصدقائك وانظر إليهم عند حاجتك التي تكون في مقدورهم وقارن بين ما يأتيك من الخير عن طريقهم وما يأتيك من الشر هل المجالس عامرة بالذكر والخير أم أنها عامرة بالقيل والقال والغيبة والنميمة هل يجرونك للمعاصي أم يبعدونك عنها وعلى ضوء ذلك تعرف من هو الصديق المحب ممن يلبس ثياب الصديق وهو عدو.
                              وصدق الله العظيم: [وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً]

                              هذا وصلوا وسلموا على رسولكم نبي الرحمة سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
                              اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان، والسلامة والإسلام. اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
                              اللهم وفق ولاة أمرنا لكل خير اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه.
                              [رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ]
                              عباد الله [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ] ــــ وأقم الصلاة ـــ


                              *******************************************


                              خطبة اليوم من إلقاء فضيلة الشيخ : "عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار"






                              تعليق

                              • كدي
                                مشرف ينابيع الشعر العربي
                                • Feb 2009
                                • 1291

                                #90
                                السلام عليكم
                                جمعة مباركة عليكي اختي الكريمة
                                والله إن هذه الموعطة تمس الوتر الحساس كما يقولون في زماننا
                                فقلما نجد هذا الصديق الذي تحدثي عنه
                                و أنا شخصيا عندما كنت أتابع قرأءة هذه الخطبة كنت استرسل في ذهني
                                من هو صديقي الوفي الذي به هذه الصفات التي ذكرتيها ( و أحتفظت في الاجابة على سؤالي في نفسي )
                                ولا حول ولا قوة الا بالله

                                بارك الله فيكي أختي الغالية
                                وجعل صنيعك هذا في ميزان حسناتك
                                وتقبلي فائق الود
                                فليرض عني الناس أو فليسخطوا ...... أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
                                ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى ...... يارب حلواً قبل أن أهواك

                                تعليق

                                مواضيع شائعة

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                جاري المعالجة..
                                X