منصة زاجل الإجتماعية

تقليص

مختارات من خطب الجمعة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سُلاف
    مشرفة المواضيع الإسلامية
    من مؤسسين الموقع
    • Mar 2009
    • 10535

    #46


    وحفظك أختي أم النعمان بما حفظ به الذكر الحكيم

    بارك الله بك اختي العزيزة



    تعليق

    • سمسم
      !! عضوية الإمتياز !!
      • May 2009
      • 3333

      #47
      كانها خطبه لااحداث اليوم
      بارك الله في الوالد والبسه الله ثوب الصحه والعافيه
      هذه اللبوة من ذاك الاسد
      متابعه معك
      وفقك الله وجعله في ميزان حسناتك
      sigpic

      تعليق

      • سُلاف
        مشرفة المواضيع الإسلامية
        من مؤسسين الموقع
        • Mar 2009
        • 10535

        #48


        تسلمي عزيزتي الغالية يا سمسم
        اسعدني دعاؤك وأثلج قلبي والله
        ولك بالمثل ان شاء الله



        تعليق

        • مجاهد الحربي
          زراعي جديد
          • Jul 2009
          • 35

          #49
          بارك الله فيك على هذه الأعمال الجليلة والمفيده جعلها الله في موازين حسناتك

          تعليق

          • سُلاف
            مشرفة المواضيع الإسلامية
            من مؤسسين الموقع
            • Mar 2009
            • 10535

            #50
            رد: مختارات من خطب الجمعة

            المشاركة الأصلية بواسطة مجاهد الحربي مشاهدة المشاركة
            بارك الله فيك على هذه الأعمال الجليلة والمفيده جعلها الله في موازين حسناتك
            آمين يا رب العالمين

            وأثابك خيرا وفضلا على دعائك وطيب كلماتك أخي مجاهد



            تعليق

            • سُلاف
              مشرفة المواضيع الإسلامية
              من مؤسسين الموقع
              • Mar 2009
              • 10535

              #51


              حسـن الخاتمــة



              الحمد لله ربّ العالمين ، جعل أعمارنا معدودة ، وجعل حياتنا محدودة ، فقال سبحانه ( كلّ نفس ذائقة الموت ، وإنّما توفون أجوركم يوم القيامة ، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز ، وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور ) ، فأحسنوا يا عباد الله استغلال أيامكم وشهوركم وسنوات أعماركم، فثابروا إلى طاعة الله ، واجتهدوا في عبادته ، واحذروا من معصيته ومخالفة أمره ، "فالعمر بآخره ، والعمل بخاتمته " ألا ترون أنّ من أفطر قبل غروب الشمس ضاع صومه ؟ ومن انتقض وضوءه قبل السلام من صلاته بطلت صلاته؟ فكذلك من أساء في آخر حياته ، لقي ربه على ذلك الحال .نشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، يحيي ويميت ، وهو حيّ لا يموت ، أمرنا أن نستقيم على شرعه ، ونحتكم إليه ما دامت أرواحنا في أجسادنا ، فقال عز وجلّ ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )، ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ونبيه ورسوله،قال وهو الصادق المصدوق ( لا عليكم أن تعجبوا بأحد حتى تنظروا بما يختم له ، فإنّ العامل يعمل زمانا من عمره ، أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنّة، ثمّ يتحول فيعمل عملا سيئا ، وإنّ العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيّء لو مات عليه دخل النار ، ثمّ يتحول فيعمل عملا صالحا ، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته ، قالوا : يا رسول الله ، وكيف يستعمله ؟ قال : يوفقّه لعمل صالح قبل موته ثمّ يقبضه عليه )

              محمّد بلغ العلا بكماله ، محمد كشف الدجى بجماله ، صلّوا عليه وآله .اللهمّ صلّ وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وارض اللهمّ عن خلفائه الراشدين ، وعن الصحابة والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان ،وصلّ اللهمّ على المصلّين في المسجد الأقصى إلى يوم الدين .

              أمّا بعد :

              جاءني شاب وهو يبكي بحزن شديد ، وقال لي : إنّ أباه كان يحتضر على فراش الموت ، وكلّما لقنّه لا إله إلا ّ الله ، كان يشتم الذات الإلهية ، ويسبّ الدين ، ومات وهو على هذه الحال ، وسألني : ما هو مصير أبي ؟

              يا عباد الله : هذا الرجل هلك ومات ، وهو معرض عن ربه ، وهو مقيم على مسا خط الله ، وربما كان مضيعا لما أوجب الله عليه ،وتلك هي ميتة وخاتمة السوء، اللهمّ إنا نسألك حسن الخاتمة ، ونعوذ بك من ميتة السوء .

              يا مسلمون : إنّ ميتة السوء تكون للحكام الظلمة الذين لا يحكمون بشريعة الإسلام ، والذين لا ينفكّون يفتنون المسلمين في دينهم ، فيسفكون الدماء البريئة ، ويعتدون على الأعراض المحرّمة ، ويظاهرون الكافرين ، وينصرونهم على أبناء الجلدة والدين
              وميتة السوء تكون لمن عمل السيئات ، وأعرض عن الطاعات ، ومات وهو على ذلك ، كالمرأة المسلمة كالتي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم ،تعيش حياتها متبرجة ، وتخرج من الدنيا وهي متبرجة ، قال صلى الله عليه وسلم (صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنّة ، ولا يشممن ريحها ) ، وأسألكم هنا : ألا يخشى الذين يسّربون العقارات إلى غير المسلمين من سوء الخاتمة ؟ ألا يخشى الذين لا يصلّون ، أو يزنون ، أو يتعاملون بالربا من ميتة السوء ؟ ألا يخاف العرب والمسلمون الذين لا ينصرون المسجد الأقصى وبيت المقدس من خاتمة لا تحمد عقباها ؟ إنني أذكر العرب والمسلمين أن خاتمة الدنيا ستكون في القدس ، فهي أرض المحشر والمنشر ، فيها سيحاسبون يوم القيامة على تفريطهم في حق المسجد الأقصى ، وعلى انشغالهم عن بيت المقدس وأكنافه ،ومن هنا وفي ظل الهجمة الشرسة على أولى القبلتين ، وعلى شعائر ومقدسات المسلمين بإحراق المساجد ، ومحاولة منع الأذان ، وما يتبع ذلك من هدم للبيوت ، واستيلاء على الأراضي ، وتضييق على الإنسان ، واعتداء على حرياته وإنسانيته ، أطالب الحكام من العرب والمسلمين بمؤتمر قمة عربي أسلامي عاجل، لبحث ما يتعرض له المسجد الأقصى وما تتعرض له القدس ، وأن يخرجوا بقرارت عملية لرفع الظلم عنهما ، وعن شعبنا المرابط ، وأطالبهم باستحداث وزارة تخص المسجد الأقصى بولاية عربية إسلامية محضة ،تعنى بشؤونه الإدارية والسياسية ، وتخصه النصرة على المستويين الإقليمي والدولي، مع العلم أن القدس لا جدال في عروبتها وإسلاميتها ، حتى إن أسم أورشاليم هو أسم عربي ، أطلقه على القدس ملكها العربي " ملكي صادق" ، وأن باب المغاربة هو الباب الذي شرّفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالدخول منه إلى المسجد الأقصى ، وأن ما يسمّى بحائط المبكى هو حائط البراق ، وقد أقرت دول العالم في القرن الماضي بأنه من حق المسلمين ، وأن مقبرة مأمن الله تحضن في ترابها خيرة من العلماء والصالحين المسلمين .
              إن المسجد الأقصى هو مسجد المسلمين قاطبة ، لا حق لغير المسلمين فيه ، وإن القدس هي أرض الإسراء والمعراج ، والقدس هي مفتاح الحرب ، كما أنها هي مفتاح السلام أيضا ، فاجعلوا خاتمة القدس ، خاتمة تقوم على العدل ، ليعمّ الأمن والسلام فيها ، فوحدوا صفوفكم ، واجمعوا كلمتكم ، واصدقوا الله في مواقفكم ، وأعمالكم ، فالله يأمركم قائلا :(واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )

              أيها المسلمون : وميتة السوء تكون لمن فسدت سريرته وباطنه ، واستقام ظاهره ، كالمنافقين الذين تسجل في شهادة ميلادهم : الديانة مسلم ، وهم يمكرون ضد الإسلام ، ويحرضون الكفار على المسلمين ، ويوالونهم ، فهؤلاء قال الله فيهم ( إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) .

              يا عباد الله : وشر من ذلك وأقبح ، من يسرّ الله له عمل الصالحات ، ثمّ ختمت حياته بعمل سيّء ، ويموت عليه ، ففكروا في آخر لحظات أعماركم ، فتلك لحظات أمرها عظيم ، وخطبها جسيم ، أن تخدع الإنسان ذنوبه عند موته ، فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى ،ففي الحديث الشريف ( وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيدخل النار )، فالعبرة بخواتيم الأعمال ، قال معاوية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنّما الأعمال بخواتيمها ، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله ).

              يا مسلمون : وكما تكون خاتمة السوء للأفراد ، تكون أيضا للدول والمجتمعات ،وقد قصّ علينا القرآن الكريم من أنباء الأمم قبلنا كقوم عاد وثمود ، وقوم فرعون ، الذين عاشوا كفارا ، وماتوا كفارا ، ولم يؤمنوا بالله ورسله ، كيف أنزل الله بهم سوء الخاتمة ، قال الله تعالى : ( وكأ ين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله ، فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا ، فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا )، فأبشّركم يا عباد الله ، أنّ خاتمة السوء قريبة ، لمن يظلمكم ، ويضيق الخناق عليكم ، ويعتدي على مساجدكم ، ويعتدي على ثالث مقدساتكم ، ويسلبكم أراضيكم ، فالسنوات القادمة هي سنوات علوّ الإسلام في الأرض ، فبشرى النبيّ صلى الله عليه وسلم ها هي تتحقق ، بزوال الملك الجبري ،وبعده سيحكم الإسلام الأرض ، ليملأها عدلا وأمنا وصلاحا ، بعد أن ملئت ظلما وخوفا وفجورا ( وعد الله لا يخلف الله وعده ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون . يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ).

              أيها الأخوة المؤمنون : إنّ الخوف من سوء الخاتمة ، يجب أن يظل ملازما لنا في كل وقت وحين ،لأنّ الخوف منها ، يحث النفوس على العمل ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إنّ سلعة الله غالية ، ألا إنّ سلعة الله الجنّة )، فمن أراد حسن الخاتمة ، والنجاة من سوئها ، فليبادر إلى التوبة ، ويخرج نفسه من مظالمها ، إن قصّر في فريضة أداها ، وإن كان على معصية انتهى عنها ،وإن كان لغيره عنده مظلمة من عرض أو مال ، تحلل منها ، وردّ المظالم إلى أهلها ، فأسرعوا في الطاعات ، وعجّلوا في التوبة النصوح ، ولا تفارقوا دينكم طيلة حياتكم ،فإنّ الله بكرمه وحلمه ، يغفر لمن تاب وأناب ،روى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم ، رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدلّ على راهب ، فقال :إنّه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ؟ فقال : لا ، فقتله ، فكمّل به مائة ، ثمّ سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدلّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة ؟ فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة . أنطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن فيها ناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق، أتاه الموت ، فاختصمت به ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملك في صورة آدمي ، فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه ، فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة )، فاهجروا يا مسلمون أماكن المنكرات والسوء ، وقاطعوا رفقاء السوء ، ولازموا الصالحين ، واذكروا ربكم والمثول بين يديه للحساب ، عند كل خطرة ، وعند كل حركة ، ولا تقنطوا من رحمة الله ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي ، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ).

              اللهمّ اغفر لنا ذنوبنا ، وكفّر عنا سيئاتنا ، ولا تعذبنا بمعاصينا ، اللهمّ إنا نعوذ بك أن يتخبطنا الشيطان عند الموت ، ونعوذ بك من درك الشقاء ، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ، ونعوذ بك من الكفر والفقر ، ونعوذ بك من عذاب القبر .

              جاء في الحديث الشريف ( إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساه لاه ، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة )
              الخطبة الثانية


              الحمد لله رب العالمين ، الحليم الكريم ، الغفور الرحيم ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،خلقنا لعبادته ، واستخلفنا في أرضه ، ليبلونا أينا أحسن عملا ، فكونوا من العابدين الشاكرين ، ولا تكونوا من الغافلين ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه وخليله ، وصفوته من خلقه ، بلّغ رسالته ، وأدى أمانته ، ونصح أمّته ، اللهمّ صلّ وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وأصحابه ، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .

              أما بعد ، أيها المسلمون :

              إنّ التوبة من الذنوب ، والإقبال على طاعة الله وعبادته ،والمبادرة إلى أعمال الخير ، والموت على هذه الحال ، هي الخاتمة الحسنة ، التي أسال الله أن يختم لنا بها ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ) ، فقيل : كيف يستعمله ؟ قال : ( يوفقه لعمل صالح قبل الموت ، ثمّ يقبضه عليه )، وفي رواية أخرى : ( إذا أراد الله بعبد خيرا عسله ، قالوا : وما عسله ؟ قال : يفتح له عمل صالح بين يدي موته ، أي " يهديه لعمل صالح" ، حتى يرضى عنه جيرانه أو من حوله )

              يا عباد الله : ولحسن الخاتمة علامات وبشائر تدلّ عليها ، أذكّركم منها بعلامتين ، الأولى : ثناء الجيران بالخير والصلاح لمن مات من الجيران ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت ، فيشهد له أربعة أبيات من جيرانه الأدنين إلاّ قال الله : قد قبلت علمكم فيه ، وغفرت له ما تعلمون ) فبماذا سنشهد لجار يفتح مقهى للقمار بين البيوت ؟ وبماذا سنشهد لجار يبني حول بيوت جيرانه قاعة للأعراس ، يجبرهم على سماع الموسيقى المحرّمة ،ولا يغمض لهم جفنا طوال الليل ، ويرعب أطفال جيرانه بالمفرقعات ؟ وبماذا سنشهد لجار يسيء الجوار بالنظر ، والكلام ، والنزاع ؟ وبماذا سنشهد لجار من أجل دراهم معدودات ، يبيع الأرض ، ولا يراعي حرمة لأخيه المسلم ؟ سنشهد لهؤلاء جميعا أنهم جيران سوء ، وأن خاتمتهم خاتمة السوء إن هم لم يعجلوا بالفرار إلى الله ، والإقلاع عما هم عليه من غيّ وضلال ، قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون ) قال العلماء عند هذه الآية : ( أحسنوا في حال الحياة ، والزموا هذا ليرزقكم الوفاة عليه ، فإن المرء غالبا يموت على ما كان عليه ، ويبعث على ما مات عليه .

              يا مسلمون : ومن علامات وبشائر حسن الخاتمة ، أن يموت المسلم مرابطا في سبيل الله ،وأنتم يا أهل بيت المقدس أسعد الناس بهذه البشارة ، فأحسنوا رباطكم فوق أرضكم ، بالصبر والمصابرة على الطاعات ، وبالصبر والمصابرة عن فعل المنكرات ، وبالصبر والمصابرة على ما تواجهون من ظلم وأذى ، وضيق وحرمان وحصار ، فأنتم تنالون بفضل المرابطة على أرضكم ، الأمن من فتنة القبر ، وحسن الخاتمة ، وجريان الحسنات على ما تموتون عليه من أعمال صالحات ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (كلّ ميّت يختم عل عمله إلاّ الذي مات مرابطا في سبيل الله ، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ، ويأمن من فتنة القبر ).
              عباد الله : وإن من ثمار حسن الخاتمة ، النجاة من النار ، والخلود في الجنة ، قال الله تعالى : ( وإن منكم إلاّ واردها ، كان على ربك حتما مقضيا ، ثمّ ننجي الذين اتقوا ، ونذر الظالمين فيها جثيّا )، وإن من ثمار خاتمة هذا العام الميلادي الذي أوشك على الرحيل ، ما حمل لنا فيه من إرهاصات ومبشرات ، أن الإسلام بربيعه سيعود ، (ويسألونك متى هو ، قل عسى أن يكون قريبا )

              اللهم ّ ربنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا ، أو أن نفتن في ديننا .

              اللهمّ أحينا مسلمين ، وامتنا مسلمين ، وابعثنا من قبورنا مسلمين آمنين .

              اللهمّ احفظ المسجد الأقصى من كيد الكائدين ، وارزقنا الغدو والرواح إليه في كل وقت وحين اللهمّ انصر الإسلام والمسلمين ، وأعل راية الحق والدين .

              اللهم ارفع الحصار عن إخواننا المحاصرين ، وانصر إخواننا المستضعفين .

              اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ، ولمن لهم حق علينا ، واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات .

              عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله يذكركم ، واستغفروه يغفر لكم ،واستهدوه يهدكم ، واسألوه يعطكم ، وأنت يا مقيم الصلاة ، أقم الصلاة إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون


              *************************************************

              خطبة اليوم من إلقاء : فضيلة الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي




              تعليق

              • المهندس احسان عبد الكريم
                زراعي مميز
                • Jul 2011
                • 415

                #52
                باسم الله الجليل ابتدا,واصلي واسلم على من بحبه قلبي امتلأ
                نور الله قلب الشيخ الكريم وقلب سيدتي الكريمة سلاف ورحم والديه ووالديك
                سبحان الله ما اقصر الايام واقل بركة هذا الوقت!!!! كان في النية لولا المشاغل ان ابدي مداخلة الجمعة السابقة ,وها نحن في الجمعة التي تليها ....يا لله ما اسرع خطانا الى اخر العمر ,يالله,,يا لله ..ما اقربني من النهاية..ما اسرع المضي الى النهاية..انام...فلا استيقظ....اغمض عيني...فافتحها فاذا الملكان عند راسي....
                اخذ شهيقا...فلا زفير................يا ربي,يا ربي .يا ربي.................
                اضع راسي على الوسادة فتجول في الراس افكار وافكار وافكار للغد للمستقبل للعمل للاسرة للوظيفة للرزق للمنصب للجاه لل..لل........ثم ..شهقة...ثم يقول من حولي....انتهى احسان...لا حول ولا قوة ال بالله...............
                رب اغفر وارحم...رب اغفر وارحم...رب اغفر وارحم ..رب اغفر وارحم


                اذا كان لك رغيفان فكل احدهما واشتر بالثاني زهور

                تعليق

                • سُلاف
                  مشرفة المواضيع الإسلامية
                  من مؤسسين الموقع
                  • Mar 2009
                  • 10535

                  #53


                  مسؤولية الـولاة والحـكام



                  إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً.
                  أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكلَّ بدعة ضلالة.

                  أيها المسلمون، يقول ربنا جل جلاله: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً، وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} فربنا تبارك شأنه، وجل سلطانه بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلَّم ليسوس الناس والدنيا بالدين، هادياً ومبشِّراً ونذيراً، وحاكماً وقاضياً ومفتياً وأميراً، صلى الله عليه وسلَّم. فشرع الشرائع، وحكم الناس، وقضى بين الخصوم، وجاهد في سبيل الله، ونُصرةً للدين، وأمر ونهى، وبعث البعوث، وأرسل السفراء، واستقبل الوفود، ووعد وأوعد، وأعطى ومنع، وكافأ وعاقب. وفرض اللهُ على الناس طاعته، وقال لهم: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} وساس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناسَ خيرَ سياسة حتى جاءه من ربه اليقين، فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه من إمام مُرسل، ونبيٍ مبجَّل.

                  ثم كانت الخلافة من بعده خلافةً للنبوة، في سياسة الناس، والقيام فيهم بأمر الله لصلاح الدين والدنيا، فكان أن ولي للناس أمورَهم خيارُهم، بل خيارُ الخيار، وكان يُشترط لها مراتب عاليةً من الدين والعِلم، فرضي الله عن الخلفاء الراشدين، ثم لم يزل الأمر بعدُ في نقصان كما ثبت بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضَّاً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا...)) رواه الإمام أحمد وغيره.

                  ولما توسَّع على الناس أمرُ الحُكم، ولم يعد بالإمكان لحاكم المسلمين أن يلي جميع أمورهم ومصالحهم بنفسه وُجدت الإماراتُ والنيابات، وأصبح الملوكُ والأمراءُ يُنيبون من يقوم بما لا يُمكنهم القيامَ به من مصالحِ المسلمين بدلاً عنهم، من القضاةِ، والوزاءِ، وأمراءِ النواحي، ومتولي بعض الدواوين، وهذا أمرٌ لا إشكال فيه، ولا غناء عنه. ولكنَّ الشيطان لا يغيب هنا، كما لا يغيب عن كثير من أمور الناس، يبحث عن مداخله للشر والفتنة، وفاءً بقسمه الذي أقسمه إذ يقول: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}. إذ كثيراً ما تدخل هذه الأمورَ الأهواءُ والمصالحُ الشخصيةُ، واعتبارات القرابة والحب والبُغض. وأهل العلم يقولون في قاعدة فقهية شهيرةٍ عندهم: التصرُّف على الرعية منوطٌ بالمصلحة. فليست القضيةُ هباتٍ توزَّع، ولا تعبيرات عن الرِّضى والسُّخط، ولكنما هي مصالح المسلمين تُوكل إلى أناس، فإما برٌ تقي، وإما فاجرٌ شقي. ولا تبرأ الذمة إلا باختيار الأكفأ فالأكفأ من الأمراء والوزراء والمستشارين والمسؤولين. حتى قال ابنُ تيمية رحمه الله: ((ثم الوليُ والوكيلُ متى استناب في أموره رجلاً، وتَرَكَ من هو أصلحُ للتجارة أو العقار منه، وباع السلعةَ بثمن، وهو يجدُ من يشتريها بخيرٍ من ذلك الثمن، فقد خان صاحبَه، لا سيما إن كان بين من حاباه وبينه مودةٌ أو قرابة، فإنَّ صاحبَه يُبغضُه ويَذُمُّه، ويرى أنه قد خانه... إذا عُرف هذا، فليس عليه أن يستعمل إلا أصلح الموجود، وقد لا يكون في موجوده من هو أصلح لتلك الولاية، فيختارُ الأمثل فالأمثل في كل منصبٍ بِحَسَبه، وإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام، وأَخذِه للولاية بحقها، فقد أدى الأمانة، وقام بالواجب في هذا، وصار في هذا الموضع من أئمة العدل والمقسطين عند الله وإنْ اختلَّت بعضُ الأمور بسببٍ من غيره؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم})) .
                  ومن هنا، ومن فقه السلف لهذه لحقيقة هذه المراتب والمناصب والمسؤوليات، دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وقال: السلام عليك أيها الأجير!! فقال الناس: الأميرُ!، يا أبا مسلم. ثم قال: السلام عليك أيها الأجير!! فقال الناس: الأمير. فقال معاوية وكان من أعقل الناس وأحلمهم رضي الله عنه: دعوا أبا مسلم هو أعلمُ بما يقول. فقال أبو مسلم: إنما مَثَلُك مَثَلُ رجلٍ استأجر أجيراً فولَّاه ماشيتَه، وجعل له الأجر على أن يُحسن الرِعية، ويوفِّ جزازَها وألبانها، فإن هو أحسن رِعيتها ووفَّى جزازها حتى تلحق الصغيرة، وتَسمَنَ العجفاء فأعطاه أجرَه وزادَ مِن قِبَله زيادةً. وإن هو لم يُحسن رعيها، وأضاعها حتى تهلك العجفاءُ، وتعجَفَ السمينةُ، ولم يوفِّ جزازَها وألبانَها فغَضِبَ عليه صاحبُ الأجر فعاقبه ولم يعطه الأجر. فقال معاوية رضي الله عنه: ما شاء الله كان.

                  أحبتي في الله، إن مَن عَلِم ما في هذه المسؤوليات من الأمانة لجديرٌ أن يستعمل الحزمَ، وأن يُظهر الجدَّ، وأن يحضُره الهمُّ، فهي مسؤوليةٌ تُلقى على عاتقه، وقد كان قبلها مسؤولاً عن نفسه، وعن أفرادٍ معدودين من أسرته ونحوِهم، وإذا به يُصبح مسؤولاً عن الجم الغفير من الناس، عن مصالحهم، وعن إرضائهم، وعن القيام بموجب القسط والعدل فيهم. فوالله إنه لجديرٌ أن يطول تفكيره، وأن يحضر همُّه، ثم إن الناس بعد ذلك بين مُنجِحٍ مُفلح، وخائب مضيِّعٍ، أو خائنٍ مُفسد.

                  أيها المسلمون، إن المسؤول مسؤول، نعَم، هو مسؤول أمام الله عن أمانته، وهو مسؤول ممن ولَّاه المسؤوليةَ كيف قام بها، وهو مسؤول عنها من الناس، فليَنظُر كيف خلاصُه من هؤلاء؟! وليعتبر بزوال المناصب عمَّن سبقه، فمذمومٌ وممدوحٌ، ونظيفُ اليد وخائنُها، وليتقِّ الله ربَّه، ولا يبخَسْ منه شيئاً.
                  وإن مما يتوجَّه لمن تولى ولاية من ولايات المسلمين أن يحرص على أمور:

                  أولاً: من واجباته –خصوصاً في هذه المرحلة التي تمر بالعالم فيها أزمات اقتصادية وانخفاضات في أسعار بيع البترول- أقول من واجباته أن ينظر للنفقة بالمعروف، وألا يبخل على شيء من مصلحة الناس الحقيقية. فلا خير في المال إن لم ينتفع به الناس، وفي المقابل لا يخرق كفَّه ويبذِّرَ أموال المسلمين –فالمال مالُهم- في الاحتفالات، والشكليات، والسيارات، وتوسيع دوائر النفوذ غير المشروعة، وإعطاء الأموال لغير مستحقيها، فضلاً عن السرقة، أو المشاريع الوهمية، والصفقات الداخلية لجهاتِ المحسوبية.
                  وسطٌ بين طرفين، يكون بينهما عفيف اليد، نقيَّ الثوب، طاهراً من كل شين.
                  ومن المناسب المُحتاجِ إليه عند فسادِ الذِّمم، وتغيُّر الزمن أن يكون هناك عمليةُ كشف لحساب المسؤول قبل توليه المنصب وبعد توليه له، ليكون أدعى لحفاظه على أماناته، وولي الأمر يقدِّرُ ذلك في كل زمان بحسبه.
                  ولما تولَّى أبو بكر ابن زرب -من علماء المالكية- قضاء قرطبة، وجاء الناسُ لتهنئته كشف لهم عن صندوق من المال، وقال لهم: إن فشا من مالي ما يناسب هذا، فلا لوم. وإن ظهر عليَّ أكثرُ منه، وجب مَقْتي، رحمه الله.

                  ثانياً: على من ولاه الله أمراً من أمر المسلمين أن يدنوَ منهم، وأن يجعل نُصب عينه مصالحَهم، وألا يحتجب عنهم مستكبراً، أو منشغلاً بقوم عن آخرين، والمطلوب من هذا الوسط الممكن، فلا يحتجب عنهم، ولا ينشغل بهم، وأن يحرص على إعطائهم حقوقَهم بالسوية والعدل. وليعلم الواحدَ منهم أن ربَّه تعالى، عاتبَ أكرم الخلق، وأنزَهَ المسؤولين، لمَّا احتجب مرةً فقط عن ضعيف من ضعفاء المسلمين، وكان احتجابُه صلى الله عليه وآله وسلم لمصلحةٍ مرعيَّة، ومع ذلك جاء الخطابُ الربانيُّ، المتلوُّ إلى يوم القيامة: {عَبَسَ وَتَوَلَّى{1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى{2} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى{3} أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى{4} أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى{5} فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى{6} وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى{7} وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى{8} وَهُوَ يَخْشَى{9} فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى{10} كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ{11} فَمَن شَاء ذَكَرَهُ}.

                  ثالثاً: لا بد للمسؤول من أن يمتلك أسباب القوة في عمله، وأن يحرص على تعيين المستشارين الأكفاء، وأن لا يستبد برأيه، أو يهجم على بعض الأمور بجهله، فالمرء عالم ما تعلَّم وطلب العلم، فإذا ظنَّ أنه قد علم فقد جهل.
                  ومن هذا الباب يجب ألا تكون الخطط البعيدة المدى، والأمور الكلية التي تتعلق بها مصالح الجم الغفير من الناس يجب ألا تكون باستبداد الرأي، والحلول المستعجلة، بل يجب أن تُوضع على أعين الخبراء والمستشارين، وأن تُرسم بغاية الدقة، مراعَىً فيها تقوى الله، ومصلحة الناس.
                  ومن المهم أن يدرك المسؤول أن ما لديه من رؤى وحلول لظاهرة كظاهرة التخلف الحضاري -مثلاً- أو تطوير التعليم أو نحو تلكم القضايا هو جزء من الحقيقة وباقي الأجزاء عند غيره؛ ولهذا فإن البحثَ والحوارَ والاستفادة من آراء الآخرين يكون أمراً بالغ الأهمية لتكامل الرؤية.
                  وإذا كان الأمر هكذا!! لم يكن لمسؤول يأتي بعد مسؤول أن يكون كمن ينقض غزل سابقه من بعد قوةٍ أنكاثاً، فينقُضُ ما أبرم، أو يعيد النظر في الاستراتيجيات والخطط بما يقضي عليها. فكيف يكتمل بناءٌ كلما تولى عليه مقاول هدم كلَّ بناءِ مَنْ سَبَقَه، ولكنْ التحسينُ، والتطويرُ، والإبداعُ، والتجميلُ.

                  رابعاً: من أعظم ما يُناط بالمسؤولين في هذا الزمن الذي فُتحت فيه الحرب على الإسلام عقيدةً وشريعة في الداخل والخارج، في الإعلام وفي وزارات الخارجية، ومنظَّمات حقوق الإنسان أن يُراعيَ كلٌ في مجاله منجزاتِ الدولة وتميُّزَها في المسائل الدينية، فنحن نفخر بحمد الله بما جمع الله لنا من الدولة المدنية المتطورة، مع المحافظة على كثير من أمر الشريعة، ونطلب المزيد من التطبيق لأمر الله. ولا يقبل مؤمنٌ يؤمن بالله واليوم الآخر لنفسه أن يُؤتى الإسلامُ من قِبَله، أو أن يُنتقَص تحكيمُ الشريعة في القضاء أو في المصالح المختلفة من صحةٍ وتعليمٍ وعملٍ وتجارةٍ وغيره بسببه، أو تحت نظره. وليعلم المرءُ منهم بأن السلطة التشريعية في الدولة الإسلامية ليست موكولةً إلى آحاد الناس، بل ولا حتى إليه هو في الأمور التي جاءت الشريعة بتنظيمها، بل إنها موكولةٌ إلى المجتهدين وأهلِ الفتيا من أهل العلم، وهيئة كبار العلماء. فما كان فيه النصُّ تفهَّموه وبيَّنوا حُكمَه، وما لم يكن فيه نص كان لهم -وليس لغيرهم- مجالُ الاجتهاد فيه والاستنباطِ من الأدلة، وقياس غير المنصوص فيها على المنصوص.
                  قال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي –رحمه الله-: ((السياسة ما كان فعلاً يكون معه الناس أقربَ إلى الصلاح وأبعدَ عن الفساد وإن لم يضَعْه الرسولُ، ولم يَنزِل به وحي. ومن قال: لا سياسة إلا بما نطق به الشرعُ فقد غلِط وغلَّط الصحابة، فقد جرى من الخلفاء الراشدين ما لا يجحده عالمٌ بالسنن، وكفى تحريقُ عليٍ الزنادقة، وتحريقُ عثمان المصاحف، ونفيُ عمرَ نصرَ بنَ حجاج)) اهـ ولكن ذلك -مرة أخرى- فيما يتعلق بالشريعة لأهل العلم، فهم المؤتمنون عليه، وفي الأمور التنظيمية والإدارية ونحوها إلى من أُوكل إليه من المسؤولين.
                  وإذا اختلف أهل العلم في بلدٍ لم يكن له مرجعيةٌ علمية، فالأخذ –حينئذ- بالأقوال التي تجتمع عليها الآراء، وينتفي عن الناس بها الحرج فرعايةٌ للأصلح، وجمعٌ للكلمة، ورفعٌ للحرج عن الناس.
                  اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وآله وصحبه أجمعين.

                  الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى..
                  وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك.
                  وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وآله وسلَّم تسليماً.
                  من أعطاه الله تعالى ولاية صغيرة أو كبيرة فلا يغتر بذلك، ولا يظن أنه دليلٌ على رضا الله تعالى عنه؛ فإنه قد ابتُلي بالولاية ابتلاءً عظيما، ولا سيَّما في زمن قد ضُيعت فيه كثير من الأمانات، وعلى حجم ولايته يكون حسابه يوم القيامة، فليتق الله تعالى، وليؤد ما حُمِّل من أمانة، وليكن للناس خادماً، يتلمَّس حاجاتِهم، ويقضي شؤونهم، ويقيم العدل فيهم، ويرفع الظلم عنهم، ولا يجعل ولايته سبيلاً لنيل شهواته وعلوه على الناس؛ فإن الولاية تكليف قبل أن تكون تشريفاً، قال النبي صلى الله عليه وسلَّم: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ على الْإِمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يوم الْقِيَامَةِ فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ»رواه البخاري.
                  قال العلماء:«نعم المرضعة، أي: في الدنيا، وبئست الفاطمة، أي: بعد الموت؛ لأنه يصير إلى المحاسبةِ على ذلك، فهو كالذي يُفطم قبل أن يستغني فيكون في ذلك هلاكُه».

                  ثم ليعتبر العبدُ بما يرى من شغف كثيرٍ من الناس بالجاه والرفعة، وحرصِهم عليها، وفرحِهِم بها، وغِبطة غيرِهم لهم فيها..ليعتبِر بما في الآخرة من الفوز العظيم، والمُلك الكبير، والمقام الرفيع {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} وفي الآية الأخرى {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} فليعمل لذلك الفوز العظيم، والملك الكبير، والمقام الرفيع، الذي لا يحول ولا يزول، ولا يُنحى عنه العبدُ ولا يموت، بل يدوم، ويدوم، ويدوم.

                  اللهم إني أسألك أن تلهم مسؤولينا رشدهم، وأن تعينهم على ما تحملوه من أماناتهم، وأن تفتح لهم فتحا من عندك، وأن تهديهم بجودك وفضلك.
                  اللهم ارزقهم سداداً في الرأي، وثباتاً على الحق , ورغبةً في الإصلاح، وحبَّاً للخير، وهدايةً بالشرع. وجنبهم اللهم الشرَّ وأهله، وأعذهم من نزغات الشياطين، ووفقهم لكل خير.
                  اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل.
                  اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا. وأصلح الراعي والرعية، ووفق ولاة أمور المسلمين لصلاح الدنيا والدين يا رب العالمين.


                  خطبة اليوم من إلقاء فضيلة الشيخ : "حسن البار" سنة 2009




                  تعليق

                  • Mayada oulabi
                    !! عضوية الإمتياز !!
                    • Aug 2010
                    • 3799

                    #54

                    شكرا سلاف ..


                    اللهم أسألك حسن الخاتمه
                    والثبات عند سؤآل الملكين
                    والصحبة مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهدآء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا"
                    اللَّهُمَّ عَامِلْنا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَارَكْنَا بِفَضْلِكَ وَامْتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

                    تعليق

                    • سُلاف
                      مشرفة المواضيع الإسلامية
                      من مؤسسين الموقع
                      • Mar 2009
                      • 10535

                      #55



                      دعــــاء عظيــم



                      إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد،

                      أيها الناس: اتقوا الله تعالى, وراقبوه, واتَّبِعوا رسولَهُ محمدا صلى الله عليه وسلم, الذي ما ترك خيراً إلا بيَّنَه ودلنا عليه, وما ترك شراً إلا بيَّنَه وحذَّرَنا منه. ألا وإن من الخير الذي بَيَّنَه ودَلنا عليه: الدعاء, فإنه من أعظم الأبواب التي يَلِجُها المؤمِن, كي يَحْصُلَ على مصالِحِه الدينية والدنْيَوِيَّه. ومِمَّا عَلَّمَنا في شأْنِ الدعاء: أن يكون من الجوامع التي لا تَتْرُكُ شيئاً مِنْ خَيْرَيِ الدنيا والآخِرة إلا شَمِلَتْه. ومن ذلك: ما رواه الترمذي عن عبدالله بنِ عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنهما قال: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ: ( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا, وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا ). يا له من دعاء عظيم شامل, ينبغي للمسلم الناصِحِ لِنفسِه أن يَحفظه ويُدَاوِمَ عليه. فإنه لم يترك من الخير أمراً إلا وتضمن أكمل ما فيه وأحسنه.

                      ففي أَوَّلِهِ قال: ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ) أي: اجعل لنا من خوفك نصيباً, يمنعنا من الوقوع في معصيتك, سواء كان ذلك في السر أو العلن. لأن القلب إذا امتلأ خوفاً من الله, امتنعت الأعضاء عن المعاصي. امتنعت عن الزنا, وعن أكل الربا, والرشوة وقول الزور, والغيبة, والكذب, والنميمة, وكذلك ذنوب الخلوات عندما يكون العبد خاليا وحده لا يَطَّلِعُ عليه إلا الله.

                      وقال أيضاً: ( ومن طاعتك ما تُبَلِّغُنا به جَنَّتَك ): لأن الجنة هي سلعة الله, وَسِلْعَةُ الله غالية, لا تُنال بالأماني والدَّعاوَى, وإنما تُنالُ بعد رحمة الله, بالأسباب التي أَمَرَ الله بها.

                      وقال أيضاً: ( ومن اليقين ما تُهَوِّن به علينا مصائب الدنيا ), لأن الدنيا لا تساوي شيئاً فلا ينبغي أن نأسف عليها, ولأنها ليست دار مقر, ولأن مصيبتها ليست بشيء عند مصيبة الدين, فارزقنا من الإيمان واليقين ما يعيننا على مواجهة مصائب الدنيا بالصبر والإحتساب, وتَذَكُّرِ زوال الدنيا, وكذلك وفقنا لكمال الإيمان بالقَدَر حتى نعلم أن ما أصابنا, لم يكن ليخطئنا, وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا. وأن كل ذلك يجري لحكمة بالغة.

                      وقال أيضاً: ( ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ) أي: إحفظ لنا أسماعنا وأبصارنا وسائر ما يتعلق بأبداننا وعقولنا, فاحفظ أبداننا من الأسقام السيئة, وعقولنا من النقص والخَرَفِ وسُوءِ الكبر. اجعلها كلها سالمة من الآفات والأمراض, واجعلها تعمل في طاعتك. ( ما أحييتنا ) أي : مدة حياتنا. ( واجعله الوارثَ مِنَّا ) أي: الباقي. ( منا ) أي : بأن يبقى إلى الموت. فما دمت أيها المسلم تتمنى بأن تبقى سليما معافى في سمعك وبصرك وبدنك وقوتك وعقلك, فلا تحتاج لأحد حتى من أقرب الناس إليك إلى أن تلقى الله, فعليك بهذا الدعاء كل يوم, في صلاتك ووردك وأوقات الإجابة, فإنه أفضل وأضمن من الأدوية والحمية وانشغال الذهن بالبرامج الغذائية. وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم ليزيد بن الأسود فقال: ( اللهم متعه بسمعه وبصره وقوته ). قال الراوي: فرأيت يزيد قد بلغ التسعين وهو رجل جلد. أي رجل قوي سالم من آفات الكِبَر. فلا تحرم نفسك وأهلك وأولادك أيها المؤمن هذا الدعاء ما حييت.

                      باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم ؛ وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم؛ أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.

                      الخطبة الثانية

                      الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين, وَالعَاقِبةُ للمُتّقِين, وَلا عُدوانَ إِلا عَلَى الظَّالِمين, وَأَشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ, صَلَى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّمَ تَسلِيماً كَثِيراً. أما بعد:

                      ومما جاء في هذا الدعاء العظيم قوله: ( واجعل ثأرنا على من ظلمنا ) أي: إدراك ثأرنا. ( على من ظلمنا ) أي: مقصوراً عليه، ولا تجعلنا ممن تعدى في طلب ثأره فأخذ به غير الظالم كما كان معهوداً في الجاهلية، فنرجع ظالمين بعد أن كنا مظلومين. وقال أيضاً: ( وانصرنا على من عادانا ): من الكفار والمنافقين والمتسلطين بغير حق.

                      وقال أيضاً: ( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ) أي : لا تصبنا بما ينقص ديننا من العقائد الباطلة، وأكل الحرام، والفتور عن العبادة ، وغيرها. لأن أعظم المصائب هي المصيبة في الدين.

                      ( ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ) أي: لا تجعل طلب المال والجاه وحطام الدنيا أكبر قصدنا أو حزننا ، بل اجعل أكبر قصدنا أو حزننا مصروفاً في عمل الآخرة، ولا تجعل الدنيا أيضا غاية علمنا، أي: لا تجعلنا حيث لا نعلم ولا نتفكر إلا في أمور الدنيا، بل اجعلنا متفكرين في أحوال الآخرة، متفحصين من العلوم التي تتعلق بالله تعالى وبالدار الآخرة.

                      ( ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ) أي: لا تجعلنا مغلوبين للكفار والظلمة، ومن لا يرحمون من الرؤساء والمسؤولين والحكام فإن ذلك من البلاء العظيم.

                      فيا له من دعاء عظيم ينبغي لنا أن نحفظه ونحافظ عليه.

                      اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا, وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا يا أرحم الراحمين، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تُشمت بنا أعداء ولا حاسدين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلَّ الشرك والمشركين واحمِ حوزةَ الدين، وانصر عبادك المؤمنين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاماً ومحكومين، اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين، اللهم نج إخواننا في سوريا المستضعفين، اللهم ليس لهم حول ولا قوة إلا بك اللهم ليس لهم إلا أنت يا قوي يا عزيز اللهم انصرهم على من ظلمهم وعاداهم، اللهم عليك بالكفرة والملحدين وحِزب البَعث العلويين الذين يصدون عن دينك ويقاتلون عبادك المؤمنين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم زلزلهم وزلزلِ الأرض من تحت أقدامهم، اللهم سلط عليهم مَنْ يسومهم سُوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم احفظ لهذه البلاد دينها وعقيدتها وأمنها وعزتها وسيادتها، اللهم احفظها ممن يكيد لها، اللهم وفق حكامها وأعوانهم لما فيه صلاح أمر الإسلام والمسلمين، وبصّرهم بأعدائهم يا حي يا قيوم، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.




                      خطبة اليوم من إلقاء فضيلة الشيخ : أحمد العتيق





                      تعليق

                      • Mayada oulabi
                        !! عضوية الإمتياز !!
                        • Aug 2010
                        • 3799

                        #56
                        اللهم علينا الدعآء وعليك الأجابة

                        اللهم لاتدع لنا ذنباّ الا غفرته
                        ولا هماّ الا فرجته
                        رحمتك وسعت كل شيء


                        اللهم آمين


                        شكراّ سلاف
                        اللَّهُمَّ عَامِلْنا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَارَكْنَا بِفَضْلِكَ وَامْتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

                        تعليق

                        • المهندس احسان عبد الكريم
                          زراعي مميز
                          • Jul 2011
                          • 415

                          #57
                          امين..اللهم امين
                          اللهم انفعنا بهذا الدعاء المبارك وجميع اخواننا واخواتنا المسلمين والمسلمات ,
                          واجز اللهم بالخير فضيلة الشيخ واختنا المباركة سلاف...........امين
                          اذا كان لك رغيفان فكل احدهما واشتر بالثاني زهور

                          تعليق

                          • سُلاف
                            مشرفة المواضيع الإسلامية
                            من مؤسسين الموقع
                            • Mar 2009
                            • 10535

                            #58


                            بارك الله بكما : أختي ميادة ، أخي إحسان

                            أسأل الله لي ولكم جميعا من خير الدنيا والآخرة




                            تعليق

                            • علي محمود
                              !! عضوية الإمتياز !!
                              • Mar 2010
                              • 2221

                              #59
                              أهلا أهلا بالأخت أم سلمان ...

                              بالفعل الدعاء شامل جامع لكل شئ ... ولم يغفل شيئا ...

                              وللأسف الكثير من الناس يجهل فضل الدعاء ... ويعتقدوا ... أن الدعاء يعني عدم القبول بقضاء الله وقدره ... ونسوا أن الله هو من أمرنا بالدعاء ...

                              والدعاء إذا ما استجيب له ... له قوة رد القضاء ... !

                              والحديث الشريف يقول ... :

                              (لا يرد القضاء إلا الدعاء)

                              والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشيء وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء ... فتكون العقوبة مرهونة بعدم الدعاء ... والذي يرد القضاء هو الله عز وجل

                              لقد طبعت الدعاء الذي جاء بمقدمة الخطبة لأضعه أمامي ... للدعاء به كل صباح ... بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك ...
                              التعديل الأخير تم بواسطة علي محمود; الساعة 05-27-2012, 12:55 PM.
                              رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة

                              تعليق

                              • سُلاف
                                مشرفة المواضيع الإسلامية
                                من مؤسسين الموقع
                                • Mar 2009
                                • 10535

                                #60
                                رد: مختارات من خطب الجمعة

                                المشاركة الأصلية بواسطة علي محمود مشاهدة المشاركة
                                أهلا أهلا بالأخت أم سلمان ...

                                بالفعل الدعاء شامل جامع لكل شئ ... ولم يغفل شيئا ...

                                وللأسف الكثير من الناس يجهل فضل الدعاء ... ويعتقدوا ... أن الدعاء يعني عدم القبول بقضاء الله وقدره ... ونسوا أن الله هو من أمرنا بالدعاء ...

                                والدعاء إذا ما استجيب له ... له قوة رد القضاء ... !

                                والحديث الشريف يقول ... :

                                (لا يرد القضاء إلا الدعاء)

                                والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشيء وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء ... فتكون العقوبة مرهونة بعدم الدعاء ... والذي يرد القضاء هو الله عز وجل

                                لقد طبعت الدعاء الذي جاء بمقدمة الخطبة لأضعه أمامي ... للدعاء به كل صباح ... بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك ...
                                بارك الله فيك أخي الكريم وتقبل منك صالح أعمالك ، أسأل الله ان ينفعنا بما علمنا

                                جمعة مباركة عليكم جميعا


                                تعليق

                                مواضيع شائعة

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                جاري المعالجة..
                                X