ســلوكيات الوظيفــة العامــة


سلوكيات الوظيفة العامة تعد من العوامل الأساسية التي تساهم في تحقيق النجاح والإنتاجية في أي مؤسسة حكومية. تلك السلوكيات تؤثر بشكل مباشر على الأداء الفردي والجماعي، وكذلك على سمعة المؤسسة وقدرتها على تقديم الخدمات العامة بكفاءة وفعالية. في هذا المقال، سنتعرف على أهم سلوكيات الوظيفة العامة التي يجب أن يتحلى بها الموظف في العمل الحكومي.

1. الاحترافية في الأداء


الاحترافية هي أساس أي عمل ناجح في الوظيفة العامة. الموظف الحكومي يجب أن يكون ملتزمًا بالمواعيد ويمتلك القدرة على أداء مهامه بكل دقة وكفاءة. إن الالتزام بالقوانين والأنظمة الخاصة بالمؤسسة، والقيام بالأعمال المطلوبة بدقة وسرعة، يساهم في تحسين جودة الخدمة العامة. ويجب على الموظف الحكومي إظهار مستوى عالٍ من المهنية في جميع جوانب عمله.

2. الشفافية والنزاهة​


من أهم السلوكيات الواجب اتباعها في الوظيفة العامة هي الشفافية والنزاهة. يجب على الموظف الحكومي أن يتسم بالنزاهة في تعاملاته مع المواطنين وزملاء العمل، وأن يلتزم بالقوانين الأخلاقية في كل ما يقوم به. الشفافية تعني أن الموظف يقدم المعلومات بشكل دقيق وواضح، دون التلاعب أو إخفاء أي تفاصيل قد تؤثر على قرارات المواطنين أو زملاء العمل.

3. الاحترام المتبادل​


في بيئة العمل الحكومية، يكون الاحترام المتبادل من أبرز السلوكيات التي تساهم في خلق جو عمل إيجابي. يجب على الموظف أن يحترم زملاءه في العمل وكذلك المواطنين الذين يخدمهم. التعامل مع الآخرين بلطف واحترافية، بغض النظر عن المناصب أو الأدوار الوظيفية، يسهم في تعزيز التعاون ويخلق بيئة عمل صحية تساعد على تحقيق الأهداف.

4. الاستماع الجيد والتفاعل الإيجابي​


القدرة على الاستماع الجيد والتفاعل الإيجابي هي من أهم سلوكيات الموظف الحكومي الناجح. عند التعامل مع الشكاوى أو الاستفسارات من المواطنين أو الزملاء، يجب أن يكون الموظف مستمعًا جيدًا ليتمكن من فهم المشكلة أو الطلب بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يتم الرد بشكل مهذب ومتعاون، مع تقديم الحلول المناسبة في الوقت المناسب.

5. القدرة على العمل الجماعي​


الوظيفة العامة تتطلب التعاون المستمر بين الموظفين لتحقيق الأهداف المشتركة. لذا، فإن القدرة على العمل الجماعي تعتبر من السلوكيات الجوهرية التي يجب أن يتحلى بها الموظف الحكومي. يجب أن يكون الموظف مستعدًا للعمل ضمن فريق، سواء داخل دائرته أو مع موظفين من إدارات أخرى، لتحقيق أفضل النتائج التي تساهم في تحسين الخدمة العامة.

6. الابتكار والتطوير المستمر​


في ظل التحديات المتزايدة في القطاع الحكومي، يصبح من الضروري أن يتمتع الموظف الحكومي بقدرة على الابتكار والتفكير خارج الصندوق. تقديم أفكار جديدة لتحسين الخدمات أو تبسيط الإجراءات يُعتبر سلوكًا إيجابيًا يعكس حيوية الموظف ورغبته في تحسين النظام الإداري الحكومي. التحديث المستمر للمهارات والمعرفة أيضًا هو جزء من هذا السلوك.

7. التحلي بالمسؤولية والمساءلة​


من سلوكيات الوظيفة العامة الأساسية هي التحلي بالمسؤولية والمساءلة. يجب على الموظف الحكومي أن يتحمل المسؤولية عن قراراته وأفعاله وأن يكون مستعدًا للمساءلة أمام المسؤولين عنه. هذا السلوك يضمن أن تتم عملية اتخاذ القرارات بشكل عادل وشفاف، مما يعزز من ثقة الجمهور في المؤسسات الحكومية.

8. المرونة والتكيف مع التغيرات​


القطاع الحكومي يشهد دائمًا تغيرات في السياسات والإجراءات. لذا يجب أن يتمتع الموظف ب المرونة والتكيف مع هذه التغيرات. الموظف الحكومي الذي يتمتع بقدرة على التكيف مع التحديات الجديدة يعتبر عنصرًا فاعلًا في أي مؤسسة حكومية، حيث يسهم في تسهيل التكيف مع أي تحديثات أو تعديلات في العمل.

9. القدرة على إدارة الضغوط​


العمل في القطاع الحكومي قد يتطلب التعامل مع ضغوط متعددة مثل المواعيد النهائية، أو التعامل مع عدد كبير من الحالات والشكاوى. لذا، يعد إدارة الضغوط سلوكًا ضروريًا في الوظيفة العامة. الموظف الحكومي الناجح هو الذي يستطيع أن يظل هادئًا تحت الضغط، ويوازن بين متطلبات العمل وتوقعات المواطنين.

10. التزام القيم الأخلاقية​


من الضروري أن يتحلى الموظف الحكومي ب التزام القيم الأخلاقية في جميع تفاعلاته. الالتزام بالقيم مثل الأمانة، الصدق، والعدالة، يعزز من الثقة في الإدارة الحكومية، ويجعل الموظف قدوة يحتذى بها في المؤسسات الأخرى.

الخاتمة:​


سلوكيات الوظيفة العامة تلعب دورًا كبيرًا في نجاح المؤسسات الحكومية وتحقيق أهدافها. من خلال اتباع السلوكيات الصحيحة مثل الاحترافية، الشفافية، الاحترام، والقدرة على العمل الجماعي، يمكن للموظف الحكومي أن يسهم في تحسين الأداء العام للمؤسسة ويعزز من ثقة المواطنين في خدمات الدولة. إن تطبيق هذه السلوكيات يساهم في بيئة عمل مثمرة وأكثر إنتاجية، مما يؤدي في النهاية إلى خدمة أفضل للمجتمع.​